سارة فتاة مسلمة في العشرين من العمر من أصل لبناني ترعرعت بين أحضان المجتمع الأوروبي الذي لا يحكمه دين ولا شريعة بالإضافة إلى ذلك كان وسطها العائلي يعاني التفكك فقد كانت بنتا لطرفين منفصلين ، هي كجل الفتيات الأوروبيات عاشت حياة الانحلال الأخلاقي وتمتعت بتصورها بمذاق الحرية الكاذبة المغلوطة فلا رادع لكل ماتوحي به المخيلة ، كان لها بيت خاص بها تلتقي فيه الرفقة والرفيقات وشاركت في مسابقات الجمال التي على إثرها قامت بعملية تجميل لأحد أعضاء الأنوثة بالإضافة إلى المصاحبة والمعاشرة وشرب الخبائث والتردد على الملاهي ................
أشيء بعد هذا قابل للترميم والإصلاح وبالمصطلح الديني هل للفتاة من ثوبه وهل هي أصلا في برنامجها الحياتي وهل تعرف مفهومها وهي بنت أوروبا ؟
في ليلة من الليالي الاروبية الصاخبة قامت سارة بزيارة إحدى الصديقات العربيات الملتزمات وقد كانت من أعزهن فدعتها لمشاهدة برنامج معها وقد كان من تقديم احد الدعاة المعاصرين وموضوعه * العفة * كانت للوهلة الأولى غير مبالية به ولكنها انجذبت إليه دون أن تشعر وتاترت به تاترا مبهرا لا انتظره أنا ولا أنت من فتاة كهاته * انه الله في كل هذا لقد سطر لها موعدا مع التوبة * لقد اصطدمت بمفهوم العفة وما عرفته يوما .
فورا قررت سارة الاتصال بالداعية والدموع تنهمر من عينيها تريد أن تتشبث بأخر طوق للنجاة ولكنها لا تعرف الطريقة سارة... معذورة أنت في ذلك كيف يكون لك أن تعرفي الطريقة وما علموك يوما ماهو الإسلام ؟ استقبلها الداعية بصدر رحب وطمأن سريرتها طمأنة نابعة من الطمأنة الربانية في قوله تعالى * قل للذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا * إن السير في الطريق يبدأ بخطوة والبناء يكون لبنة لبنة ، فما كان من سارة إلا تسطير قراراتها النابعة من إرادة التطبيق وليست إرادة التفريط فتعلمت الصلاة وارتدت الحجاب وأقلعت عن الخبائث والمحرمات وقطعت كل العلاقات المشبوهة وحفظت سورا من القران لقد قامت بما لم يقم به أناس عمرا بأكمله وهدا خلال شهرين صدقت الله في توبتها فصدقها الله وأعانها وبارك لها فى وقتها ، تزامن كل هذا مع إصابتها بالسرطان على مستوى الثدي بسبب العملية التي أجرتها سابقا وقد كان في حال متقدم لا أمل من الشفاء منه ، أصابتها غصة وأخر ما قالت لصديقتها * كنت أتمنى أن يكون لي عمر واخدم الإسلام *
لتوبة سارة تفكير لحظة فندعو الله أن لا يكون تفكيرنا فيها قدر أعمارنا دون تنفيذ توفيت سارة بعد عودتها إلى الله رحمها الله وجعل مثواها الجنة وصدق المولى حين يقول * الم تر كيف يحيي الله الأرض بعد موتها * أرجو أن لا نتغافل عن آيات الله وان نتفاءل من اعتي طغاة الأرض وهنا تكمن العبرة .