خواطر كشاف 02 -- ثقب في قارب حياتك

ذات يوم كنت أجدف في بحيرة بانجلترا قاربا صغيرا من اللحاء يرافقني صديق لي، وإذا بنا نصطدم بصخرة حادة.
لم تكن الصدمة قوية، ولكنها أحدثت مع ذلك ثقبا صغيرا أخذ الماء يتسرب منه. ورحنا نجدف بكل قوانا تجاه أقرب أرض إلينا بعد أن سددنا الثقب بقبعة عتيقة. وبلغنا الأرض حين كان القارب قد امتلأ ماء وأخذ يغرق. وتمكنا من رفعه فوق صخرة ملساء، ثم قلبناه رأسا على عقب لنصلح ما فسد فيه. واستعنا بصمغ أشجار الصنوبر وخرقة بالية لسد الثقب، وإذا بالقارب أكثر صلابة من قبل. وبعدئذ قفلنا عائدين ونحن أكثر ما نكون حذرا من الاصطدام بالصخور والعقبات.

والأمر كذلك بالنسبة إليك في الحياة .. لا تظن عندما تصطدم بالصخرة الأولى أنك هلكت، بل سارع قبل أن يغرق قاربك وسد الثقب فيه. وقد يبدو ذلك صعبا، ولكن لابد من أن تنجح في تحقيقه إذا ما أقدمت على العمل بعزم ورغبة صادقة.

استعمل الأدوية وفقا لنوع العقبة التي تعترضك، وغير وسائل عملك واستأنف سفرك ثابت الجنان واثقا بالمستقبل. وإذا اصطدمت مرة بصخرة فانك تصبح أكثر قدرة على تلافي غيرها في المستقبل، وبالتالي تضمن نجاحك في سفرة الحياة.

وإذا ما اصطدمت بعدة صخور فاذكر أن الجنرال فوش قد أرسل في معركة المارن بالحرب الكبرى التقرير التالي إلى الجنرال جوفر قائده الأعلى: "الجناح الأيمن ضعيف، والجناح الأيسر يتراجع. أهاجم بالوسط". وقد ربح المعركة!!
وأنت أيضا تستطيع أن تفوز إذا شلت يمينك وتعطلت يسارك باستعمال الوسط..
استعمله في هجومك ولا بد من أن تفوز.